- ندوات إذاعية / ٠09برنامج حياة المسلم - إذاعة حياة إف إم
- /
- ٠1برنامج حياة المسلم 1
مقدمة :
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على نبينا محمد الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرة عبر أثير إذاعتكم حياة fm وحلقة جديدة من برنامجكم، في رحلتنا في طلب العلم مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، فأهلاً وسهلاً بكم مستمعينا، ومرحباً بكم فضيلة الدكتور محمد، أهلاً وسهلاً يا دكتور.
الدكتور راتب:
بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع :
دكتورنا الكريم نبدأ بالحديث عن الاستعداد لاستقبال رمضان، هي أيام معدودة تفصل بيننا وبين هذا الشهر الفضيل، نسأل الله عز وجل أن يبارك لنا فيما تبقى من شعبان، وأن يبلغنا رمضان وإياكم شهر رمضان المبارك، هل لنا أن نبدأ بعنواننا الواسع كيف لنا أن نستعد لاستقبال رمضان؟
شهر رمضان تدريب على تقوية الإرادة :
الدكتور راتب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.
نقطة دقيقة جداً هي أن الله عز وجل حرم علينا أشياء كثيرة، وكلها ضارة، لكن هذا الشهر يمنعنا من أن نأكل، حرم علينا الأشياء التي أبيحت لنا خارج رمضان، هذا الشهر الهدف منه أو يسمى عبادة الإخلاص أن تترك الحرام لأن له آثاراً سلبية وضارة، أما الآن فإكراماً لخالق الأكوان تدع الطعام والشراب الذي أحلّ لك خارج رمضان، كأن هذا الشهر إن صح التعبير يسمى عبادة الإخلاص، أنت تستطيع أن تأكل وتشرب بل بالإمكان أن تأكل وتشرب دون أن يعلم بك أحد، وأنت في البيت، لكن حينما تدع كأس الماء وأنت في أشدّ حالات العطش إكراماً لله عز وجل الذي أمرك فكأن هذا الشهر يسمى عبادة الإخلاص، ترك طعامه وشرابه من أجلي، إذاً نحن في هذا الشهر - إن صح التعبير- هو دورة استثنائية، دورة تدريبية، لأن القصة أنك تركت الذي أبيح لك فلأن تدع الذي حرم عليك من باب أولى، دورة تدريبية منعك أن تأكل الطعام والشراب، وأن تقارب أهلك، منعت من هذا في نهار رمضان تعبيراً عن محبتك لله، وطاعتك له، فلأن تدع ما حرم الله عليك من باب أولى، تدريب على تقوية الإرادة، مثلاً سيدنا إبراهيم جاءه الأمر بأن يذبح ابنه، شيء ليس معقولاً إطلاقاً بتاريخ البشرية، قال تعالى:
﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾
هذا امتحان من أصعب الامتحانات، أما برمضان فلكل المسلمين امتحان تقوية إرادة، فأنت في هذا الشهر منعت من الحلال من أن تأكل وتشرب فلان تدع الحرام من باب أولى.
المذيع :
رمضان دورة تدريبية من عام إلى عام.
الدكتور راتب:
وهذا يؤكد محبتك لله عز وجل، تركت الحلال الطعام والشراب الذي أبيح لك خارج رمضان، أو تركت الشيء الذي أحلّ لك من النساء، هذا كله يترك في نهار رمضان بغية التأكيد على أنك تحب الله عز وجل، وأن تدع كل شيء من أجله.
المذيع :
في هذه الأيام التي تسبق الدورة التدريبية لتقوية الإرادة كما وصفت شهر رمضان ماذا يفترض بالمسلم أن يصنع في الأيام التي تسبق رمضان؟
على الإنسان أن يجعل رمضان شهراً خالصاً لله :
الدكتور راتب:
والله الإنسان يجب أن يمهد لهذا الشهر، النقلة النوعية المفاجئة من تقصير، من تفلت أحياناً، من تكاسل في الأداء إلى التزام كامل يحتاج إلى مرحلة تمهيدية إن صح التعبير، فنحن بعد الخامس عشر من شعبان، تهيئة لرمضان، إذا أراد أن يكون رمضان شهراً خالصاً لله، عنده مشكلة حسابية مع شخص يحلها قبل رمضان، عنده قضية أسرية يحلها قبل رمضان، لأن رمضان شهر القرب، شهر الصفاء، شهر الإقبال على الله، فأية قضية اجتماعية، مالية، تجارية، تحتاج إلى مشاحنة، وإلى جدال، فالأولى أن تحل قبل رمضان حتى نتفرغ نفسياً وذهنياً واجتماعياً في هذا الشهر.
لكن المشكلة والحقيقة المرة التي هي أفضل ألف مرة من الوهم المريح، كما أقول دائماً، أحياناً رمضان يغدو مع التقصير في تطبيق تعاليم الدين شهر الولائم، وشهر السهر إلى منتصف الليل، ما أراد الله لهذا الشهر أن نكون هكذا، أي الولائم كل يوم يوجد وليمة، ثم السهر إلى السحور، وهناك أشياء قد لا ترضي الله في متابعة المسلسلات، وأكثر هذه المسلسلات مع الأسف الشديد يعلن عنها إكراماً لشهر رمضان المبارك، فهذا الشهر شهر عبادة.
المذيع :
هل تجد أن الإنسان الذي يقضي وقتاً طويلاً في رمضان بالعزائم حتى ولو كانت صلة رحم، هذا يتنافى مع ما وجد لأجله شهر رمضان؟
التفرغ للعبادة في رمضان لأنه شهر عبادة و إقبال :
الدكتور راتب:
والله أنا أتمنى وهذا اقتراح غير ملزم إذا كان هناك مناسبات اجتماعية نؤخرها إلى بعد العيد، أما شهر رمضان كل يوم فيه سهرة فهذا الشهر شهر عبادة، شهر إقبال، شهر قرب من الله عز وجل، شهر مؤاثرة، فأنا لا أتمنى أن يكون هذا الشهر شهر مناسبات اجتماعية فقط أي ولائم يومياً، ثم السهر حتى السحور، هذا يبعد الإنسان عن حقيقة هذا الشهر.
المذيع :
يتفرغ الإنسان للعبادة في شهر رمضان، ذكرت المسلسلات التلفزيونية هل فيها بأس شرعي إذا شاهدها الإنسان؟
الدكتور راتب:
والله هناك كلام دقيق وأرجو أن يكون واضحاً، الحقيقة الخطورة تأتي من طرح قيم مناقضة للدين، أي هناك مثلاً في بعض المسلسلات الإنسان الذي ماله حرام وليس ملتزماً إطلاقاً عنده بيت، وقصر، ومكانة اجتماعية، وشيء جميل جداً، وتجد شيخ الحارة أو رجل الدين الوحيد وضعه المادي صعب جداً، بيته غير منتظم، فهذا التقديم أخطر من التوجيه، مضاد للدين، أنت حينما تقدم مثلاً سيئاً جداً لرجل الدين، أو مثلاً آخر رائعاً جداً لمن كان في بحبوحة من أمره وغير ملتزم، قال العلماء: ليس ممنوعاً على الأديب أن يصور الرذيلة، هذا من مهمات الأدب، ولكن الخطورة في ذلك أن تصور الرذيلة على نحو نعجب بها، هذا الذي أريد أن أقوله، حينما تصور الانحرافات الدينية والأخلاقية في كسب المال، في إنفاق المال، في اللقاءات، في المناسبات، تصور على أنها هدف أعلى لكل الناس، وهذا الذي تمسك بدينه تقدم عنه صورة غير صحيحة هنا مشكلة كبيرة، فالناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم.
المذيع :
إضافة دكتور هناك مخالفات شرعية قضية غض البصر.
طرح قيم مناقضة للدين مشكلة كبيرة جداً :
الدكتور راتب:
قبل، طرح قيم مناقضة للدين هذه مشكلة كبيرة جداً، كل واحد منا عنده خطوط دفاع، لا يستطيع الكلام المباشر أن يخترقها، لكن أنت حينما ترى تمثيلية فيها هذا الفاسق والفاجر الذي ماله حرام، يعيش في بحبوحة، وبيت جميل، ومكانة اجتماعية، وشيخ البلد رجل الدين في وضع بائس حزين، بيته غير منتظم، أنت ما عملت شيئاً، أنت قدمت أبشع صورة لرجل الدين أحياناً، وقدمت أزهى صورة للمنحرف، أنا حينما أصور الانحراف على نحو نعجب به ونتمناه، أحد كتاب مصر الكبار قال: إن مجتمعاً بأكمله يسقط من خلال هذا الفن. من حق الفنان أن يصور المشاعر العليا، والتفكير المرتفع، ومن حقه أن يصور الرذيلة، لكن على نحو نشمئز منها، نبغضها ونحتقرها، أما إذا صور الانحراف الأخلاقي والمالي والاجتماعي على نحو نعجب به ونقدسه فهنا المشكلة.
المذيع :
لكن في بعض الأشخاص يستغلون مشاهدة التلفاز في شهر رمضان بمتابعة مجالس العلم، حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
الدكتور راتب:
رائع جداً، هذا هو الأصل، الأصل هذا الشهر دورة استثنائية تدريبية من أجل أن تكون في وضع أفضل وأعلى مع الله، منعك من المباحات فلأن تدع المحرمات من باب أولى.
المذيع :
مجموعة من النصائح العملية التي ينصح بها فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي كيف يهيئون أنفسهم من الآن لاستقبال رمضان؟
كيفية تهيئة النفس لاستقبال رمضان :
الدكتور راتب:
أولاً: إذا كان هناك مشكلات لا بد من أن تحل في رمضان الأولى أن نحلها قبل رمضان، إذا كان بالبيت سهرات، تقصيرات في العلاقة مع الله، تسريبات، شيء لا يرضي الله، لا نستطيع أن نتركه في ثانية واحدة، لا بد من تمهيد قبل رمضان إلى تركه.
المذيع :
ممكن مثال للتوضيح؟
الدكتور راتب:
متابعة المسلسلات أحياناً التي لا ترضي الله، هذه واحدة منهم.
المذيع :
نقطعها من الآن ونخففها؟
الدكتور راتب:
هذا الأولى، أنا قلت لك كلمة دقيقة: هناك شيء اسمه إثارة في المسلسلات، و شيء اسمه تبدل قيم، الإثارة لا يوجد عليها خلاف، إنها مؤذية، والشيء الخطير جداً جداً طرح قيم جديدة، القيم الجديدة إذا طرحت وهي مناقضة للدين هذه تتجاوز خطوط الدفاع التي يملكها الإنسان، أنت مثلاً لا يمكن أن تسمح بعمل لا يرضي الله، لكن إذا رأيته بشكل زاه مرغوب به، متألق، هنا المشكلة، هذا الذي أكل مالاً حراماً انظر إلى بيته، سيارته، علاقاته، أناقته، يأتي الطرف الثاني الذي هو متمسك، الإيمان قيد الفتك، والإيمان يمنعك من مليون عمل غلط.
المذيع :
كيف نغير بعض المسميات بدل من أن نقول: ربا، نقول: معاملات مالية وفوائد.
إعطاء تسميات حيادية أحد أنواع الكيد الغربي للمسلمين :
الدكتور راتب:
طبعاً هذه أحد وسائل الغرب ليقنعنا بالمحرمات، مثلاً عدوان اليهود على فلسطين ماذا هي تسميته؟ أزمة الشرق الأوسط، بهذا العنوان لا يوجد عدوان، عدوان دولة على أرض وأخذها والسيطرة عليها، صار اسمها بالأخبار: أزمة الشرق الأوسط، المتمسك بدينه صار اسمه إرهابياً، عندنا تسميات خطيرة جداً، هذه التسميات هي أحد أنواع الكيد الغربي للمسلمين، إعطاء تسميات حيادية.
المذيع :
كثير منا في كل رمضان في الأعوام الماضية كان ينوي أن هذا رمضان يكون رمضان التغير، وأن يكون مختلفاً فيه، وأن يكون أقرب إلى الله عز وجل، لكن رمضان ينقضي ولا يتغير الحال، ما الذي يحصل معنا؟
لا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله و يدلك على الله مقاله :
الدكتور راتب:
الحقيقة أن هناك ملمحاً دقيقاً بآية قرآنية واحدة، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾
إذا كان هناك اختلاط بالسهرات، أشخاص ليسوا ملتزمين إطلاقاً، لكن يوجد قرابة، مودة، فهذه اللقاءات مع شخص غير ملتزم يغريك بشيء لا يرضي الله، يزين لك المخالفات، يسود في عينك الالتزامات، لذلك:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
ما لم يكن هناك حمية في العلاقات الاجتماعية، طبعاً يوجد علاقات عمل هذه مسموح بها، هناك عدة أنواع من العلاقات كلها مسموح بها، أما العلاقة الحميمة مع غير المؤمنين فهذه لها مشكلة كبيرة، هذا غير المؤمن يغريك بالمعصية، يزين لك المعصية، يخوفك من الطاعة، من الإنفاق، فدائماً لا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله، ولا يدلك على الله مقاله، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾
العبادات إن لم ترافقها استقامة فلا وزن لها :
أنا أقول: ما لم يكن هناك حمية اجتماعية، حمية من أناس ليسوا ملتزمين، شردوا عن الله عز وجل، والتزموا بصيام رمضان، هذا شهر رمضان في العالم الإسلامي قلّما تجد إنساناً يتجرأ ولا يصوم، هذه حالة نادرة، المشكلة هذا الذي يصوم رمضان شكلاً يمتنع عن الطعام والشراب، ومجالسه في الغيبة، والنميمة، والنظر إلى العورات، ومتابعة للمسلسلات، هذا الوضع الاجتماعي الذي عمّ في بعض البلاد هذا إذا تابعناه في رمضان يفقد رمضان قدسيته، يفقد رمضان روحانيته، يفقد رمضان أهدافه الكبيرة، فلا بد من وضع حاسم، لا بد من حمية بالغة، حمية اجتماعية، وقد تكون حمية نفسية، وقد تكون حمية معلقة بأجهزة الإعلام، مداد الباب مفتوح ولا يوجد شيء محظور برمضان، يغدو الصيام ترك الطعام والشراب، أنأ اقول كلمة دقيقة جداً: العبادات الكبرى الصلاة والصيام والحج والزكاة والنطق بالشهادة، هذه عبادات سأروي واحدة واحدة.
(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))
هذه الصلاة، الصيام:
(( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ))
هذا الصيام، الحج:
" من حج بمال حرام، ووضع رجله في الركاب ونادى: لبيك اللهم لبيك، نودي أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك" .
الزكاة:
﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾
الآن الشهادة:
((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل: وما حقها؟ قال: أن تحجبه عن محارم الله))
هذه خمس عبادات بالآيات والأحاديث إن لم ترافقها استقامة لا جدوى منها، ولا وزن لها، ولا شأن لها في تطهير النفس، فلا بد من أن تحيط الدين من كل جوانبه، يوجد أشياء شكلية لا تقدم ولا تؤخر، وأشياء ضبط الإنفاق، ضبط الكسب، إذا كان هناك كسب غير مشروع، فهناك حجاب مع الله، أنا أقول لك كلمة دقيقة جداً: أي مخالفة، أي تقصير، أي عدوان، أي معصية، تغدو حجاباً بينك وبين الله، هذا الحجاب ليس له حل إلا التوبة النصوح، ليس له حل إلا ترك هذه الشهوة، أي إذا كان هناك شهوة أغلى عليك من الله فالله أجلّ وأعظم من أن يسمح لك من أن تتصل به، فأنا أخشى ما أخشاه أن يغدو رمضان مناسبة اجتماعية للولائم والسهرات، هكذا يكون هناك اختلاط، والسهرة فيها اختلاط، ومسلسلات، وغيبة، ونميمة، ونحن صائمون، هذا الوضع الذي وصل إليه بعض المسلمين خطير جداً، هذه العبادة العظمى فرغت من مضمونها.
المذيع :
لمن أراد أن يحيا رمضان بمضمونه الحقيقي الذي أراده الله ماذا يفعل؟
الدكتور راتب:
يجب أن يضبط استقامته، صعد النبي عليه الصلاة والسلام منبره، وضع رجله على أول درجة، فقال: آمين، صعد على الدرجة الثانية فقال: آمين، صعد الدرجة الثالثة فقال: آمين، قالوا: يا رسول الله علامَ أمّنت؟ فقال: جاءني جبريل فقال لي: خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟
الذي حريص أن يكون مركزه قوياً عند الله يأخذ التعليمات كلها.
المذيع :
من الإنسان الذي يغفر له في رمضان؟
من أخلص في صيامه و ضبط نفسه غفر له :
الدكتور راتب:
كل إنسان أخلص في صيامه وضبط نفسه بالصيام، من أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟ المغفرة تصير تامة، إذا كان تاجر عليه مئتا مليون، فجاء شخص قال له: ثلاثون يوماً افعل ههذ الأشياء تعفى من كل هذه الديون، ما رأيك؟
(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
أبداً، أنت أمام فرصة ذهبية أن الماضي بأكمله يطوى، أحياناً يقول لك: فتحنا صفحة جديدة، أقول لك هذا الكلام دقيق جداً، الإنسان في رمضان يفتح مع الله صفحة جديدة، والماضي يلغى ويغفر، خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟ تحتاج إلى عزيمة قوية، قال تعالى:
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾
المذيع :
دكتورنا الحبيب هل أنت مع أن يتدرج الإنسان في ابتعاده عن المعاصي كجزء من الاستعداد للاستقبال رمضان أم ينقطع مباشرة؟
تدرج الإنسان في إصلاح العيوب حتى يصل أول رمضان خال منها :
الدكتور راتب:
التدرج يصلح للمبتدئ في الدين، الله عز وجل حرم الخمر بالتدريج، وأثبت حرمتها بالتدريج، أبقى الآيات المنسوخة في القرآن الكريم، معنى هذا أنك إذا دعوت إنساناً للإسلام، أول فترة يجب أن تأخذه ببعض الأوامر لا بالأوامر كلها دفعة واحدة، إلا أن برمضان لا يتحمل أن يكون هناك مخالفات، المخالفة تتم والخط لم يعد ساخناً، إذا أنت عندك أغلى جهاز هاتف لكن لا يوجد خط، ترفع السماعة لا يوجد ونة، أنا أريد هذه الونة أن تكون في رمضان، من أين تأتي الونة الخاصة الهاتف؟
المذيع :
القصد إنسان عنده مجالس غيبة ونميمة، لا يصلي، يشاهد بعض الأشياء التي لا ترضي الله على الانترنيت، عنده بعض المخالفات، هل يحاول أن ينصلح بنفس اللحظة أم يمسكها ملفاً ملفاً هذا اليوم يصلح العيب والخلل الشرعي؟
الدكتور راتب:
والله أتمنى أن يكون هذا قبل رمضان، عندما يأتي أول يوم في رمضان يجب أن تكون تائباً بشكل كامل.
المذيع :
يتدرج قبل رمضان حتى يصل إلى رمضان نقياً منها، ماذا عن التدرج بالطاعات غير متعود أن يقيم الليل ولا يصوم السنن، هل يبدأ هذا قبل رمضان؟
ضرورة الاستمرار بقيام الليل و صلاة الفجر كافة أيام العام :
الدكتور راتب:
لا، أنت في رمضان عندك قيام ليل، التراويح قيام ليل، عندك شيئان يفتقدهما معظم الناس قبل رمضان، صلاة الفجر في وقتها، أنت تتسحر، انتهى السحور، صلاة الفجر في الجامع، أنت أمنت صلاة الفجر في الجامع، وأمنت العشاء وقيام الليل، ثلاثون يوماً قيام ليل، إذا كان هناك تراويح، التراويح سنة، ثلاثون يوماً تراويح، وثلاثون يوماً الفجر في المسجد، أمنت أخطر فرضين في الحياة، الفجر والعشاء، فلذلك أنا عندما صليت التراويح كل يوم وأنا بعد رمضان يفطر فمي فقط، أما الذي ألفته من صلاة قيام الليل وهي التراويح ومن صلاة الفجر في المسجد فهذا يستمر.
المذيع :
الإنسان الذي لا يقيم الليل هل تنصحه هذه الأيام منتصف شعبان أن يبدأ فيها قيام الليل أم يبدأ مع رمضان؟
الدكتور راتب:
لا مع رمضان، القيام لرمضان..
المذيع :
بعض العادات والتقاليد التي اعتاد الناس عليها في شهر رمضان هل المسلم ملتزم على أن يحافظ على هذه التقاليد والعادات المجتمعية؟
المحافظة على كل العادات العبادية في رمضان و خارجه :
الدكتور راتب:
والله دائماً، عليه أن يحافظ عليها اثني عشر شهراً، ولا يفطر بالعيد إلا فمه فقط، أما إذا ترك الغيبة والنميمة فيتابع، إذا ما تابع عفواً يوجد جواب لطيف، إذا كل رمضان أنا استقمت استقامة تامة، جاء رمضان الثاني صعدت درجة، رمضانات بمجموعها درج، كل سنة ترقى درجة، إذا بعد رمضان:
رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
***
صعدنا ونزلنا لا يوجد رقي إطلاقاً، إذا كل رمضان بعد رمضان نعود لما كنا عليه قبل رمضان ما بقي هناك رقي إطلاقاً، أما أنا الذي استطعت أن أفعله في رمضان ألفت صلاة الفجر والعشاء في جماعة، هذا درجة، رمضان الثاني يوجد قيام ليل، رمضان الثالث يوجد عمل صالح، دعوة إلى الله، كل رمضان فيه قفزة مجموعهم يصبحون درجاً، أما إذا ضبطت أموري في رمضان ورجعت بعد رمضان كما كنت فلا يوجد صعود إطلاقاً.
المذيع :
كما تفضلت أن رمضان دورة تدريبية لتقوية الإرادة يفترض أن تزيد في كل سنة.
الدكتور راتب:
نقلة نوعية، مثلاً إذا كان هناك سهرات مختلطة هذه ألغيناها في رمضان، وبعد رمضان نتابعها، إذا كان هناك صلاة الفجر في الجامع نتابعها بعد رمضان، إذا كان هناك صلاة العشاء في الجامع نتابعها بعد رمضان:
(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))
ما قولك؟ أنا أقول كل العادات العبادية، والاستقامة، وضبط النفس، وضبط الإنفاق، كل شيء فعلناه في رمضان هذا يجب أن يستمر بعد رمضان، حتى يكون هناك كل سنة قفزة نوعية، أما إذا كل سنة:
رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
***
كلما جاء رمضان نعود بعد رمضان إلى ما كنا عليه قبل رمضان، لم يعد هناك رقي.
المذيع :
ما رأيك إن جاز تسميتها بالعبادة الموسمية، أي الأخت التي ترتدي الحجاب في رمضان وتخلعه بعدها، الشاب الذي يلتحي ويصلي في رمضان وينفك عن صلاته وعن لحيته بعد رمضان؟
الابتعاد عن العبادة الموسمية :
الدكتور راتب:
أنا أرى أن هذا مرفوض كلياً، لأن النقطة الدقيقة، أن أحد الصحابة اسمه حنظلة، مرّ به الصّديق، رآه يبكي قال: مالك يا حنظلة تبكي؟ قال: نافق حنظلة، قال له: ولِمَ يا أخي؟ قال حنظلة: نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن والجنة كهاتين، فإذا عدنا إلى بيوتنا وعافسنا الأهل ننسى، فسيدنا الصديق قال: أنا كذلك يا حنظلة، الصديق من تواضعه وكماله قال له: انطلق بنا إلى رسول الله، فانطلقا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وحدثاه بهذا الحال، فقال عليه الصلاة والسلام: "نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا، ولا تنام قلوبنا، أما أنتم يا أخي فساعة وساعة، لو بقيتم على الحال التي أنتم بها عندي، لصافحتكم الملائكة، ولزارتكم في بيوتكم".
ما معنى ساعة وساعة؟ هنا السؤال، أنا أتمنى على الأخوة المستمعين أن يحذروا أشد الحذر من أن يفهموا ساعة طاعة وساعة معصية، أبداً ليس هذا هو المعنى، ساعة تألق، وساعة فتور، هناك إنسان يتألق عشرين ساعة ويفتر أربع ساعات، وإنسان يتألق عشرين ساعة ويفتر أربع ساعات. الفتور أي لا يوجد معصية، لكن كان في تألق ديني، بكى في الصلاة، تأثر كثيراً، هذا التألق هو البكاء في الصلاة، ما ترك الاستقامة أبداً، أخاف أن يفهموا ساعة وساعة لا تعني إطلاقاً ساعة طاعة وساعة معصية.
المذيع :
حديثنا مازال عن الاستعداد لاستقبال رمضان، أسأل الله أن يبارك لنا ما تبقى من شهر شعبان وأن يبلغنا وإياكم شهر رمضان المبارك، كثير من الناس ينتظر رمضان ليتوب وينصلح حاله هل هذا صحيح أن ننتظر رمضان حتى نبدأ بالتوبة أم نبدأ الآن؟
دفع زكاة المال في رمضان لأنه شهر العطاء و الإكرام :
الدكتور راتب:
نبدأ الآن، ولكن فاتني قضية، نحن عندنا زكاة أموال، وفي الأعم الأغلب تدفع هذه في رمضان، فأنا برمضان يوجد مناسبة ثانية غير الصيام، وضبط الإنسان نفسه، كم عليه زكاة أموال يتفقد أهله المقربين، الأقرب للفقر، عنده شهر بكامله يتفقد الأسر التي تحتاج إلى مساعدة، النبي صلى الله عليه وسلم:
(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.. ))
الأخ الكريم عندما يدفع زكاة ماله في رمضان هذا شهر القرب، شهر الإنفاق، أما إذا ألقى ماله جزافاً يريد فقط أن يخلص من الزكاة، فليست هذه هي الزكاة، أن تبحث عن شخص، هناك ثلاثة عوامل ترجيح، الإيمان، والنسب، والفقر، الأقرب نسباً يقدم، والأقرب فقراً يقدم، والأقرب ديناً يقدم، أنت زكاة مالك الأولى أن تدفع في رمضان، لأنه شهر العطاء، شهر الإكرام، شهر الصدقات والزكاة، صار عندي في رمضان مهمة ثانية أتفقد أهلي وأقربائي، وأدفع زكاة مالي، ممكن أن تكون الزكاة بشكل خذ هذه الصدقة، هذه غير واردة إطلاقاً، تقدم بشكل هدية، لك قريب بمكان بعيد، ودخله محدود، تأخذ لأولاده ألبسة على العيد، ممكن أن تدفع الزكاة بشكل هدية، الزكاة هي فريضة يجب أن يأخذها الفقير، لكن إذا لك فقير قريب فهو أولى، عند دفع الزكاة أراعي ثلاثة، الأقربون أولى بالمعروف، الأقرب فقراً، والأقرب نسباً، والأقرب إيماناً، الأقرب إيماناً هو أولى لأنه سوف ينفق المال على طعام وشراب ليس على دخان مثلاً، والأقرب نسباً أولى، والأقرب فقراً، هذه ثلاثة عوامل مرجحة في إعطاء الزكاة، الزكاة إذا أنفقت، وأنا أتمنى على الأخوة المستمعين، أنا دفعت زكاة مالي في رمضان وانتهى الأمر، بواحد شوال أفتح حساب الزكاة، أنا خلال سنة سوف أجد حالات كثيرة محتاجة إلى مساعدة، أساعدها على مدار السنة، دفعت خلال السنة ثمانية آلاف، أنا زكاتي عشرة آلاف أدفع في رمضان القادم فقط ألفين، أنا أقول: ممكن أن تدفع الزكاة على مدار السنة، وتدفع مسبقاً، إذا وجدت عملاً جراحياً لإنسان، أعرفه جاراً، صديقاً، زميلاً، قريباً، بعيداً، أنا عندي حالة صارخة ومقنعة وواضحة أدفع الزكاة على مدار العام مسبقاً، آخر السنة أحسب ما تبقى، حتى أدرس حالات مهمة ضرورية جداً أدفعها، لست مضطراً أن أدفع في يومين عشرة آلاف دينار، مثلاً أريد أن أخلص منهم، هذا غلط كبير، أنا عندي مجال أختار من أعينهم خلال عام بأكمله، انتهى العام أنا دافع تسعة آلاف دينار زكاتي عشرة آلاف بقي علي ألف أدفعه فوراً. وخلال العام الحالة هي التي تأتي إلى عندك وتقول لك: أنا أريد، حالة ماسة ويلوذ بك ويجب أن تعاونه، أما أدفع المبلغ كله في يومين فلن تجد حالات مناسبة بيومين.
المذيع :
في هذه الأيام التي تفصل بيننا وبين شهر رمضان المبارك بعض الناس يستنشق رمضان فلماذا بعض الناس يعيش هذه الروحانيات من الآن وبعض الناس لم يشعر بشيء؟
من تعظيم شعائر الله أن نستعد لهذا الشهر بوقت كاف :
الدكتور راتب:
كل شيء محبب له طيف، إذا شخص أخذ قراراً أن يذهب ليحج، صار في مكة نفسياً قبل أن يخرج من بلده، مادام أخذ قراراً أن يحج أين أسكن؟ ماذا أفعل بأركان الحج؟ كيف أؤديها؟ فعندما يكون رمضان على الأبواب تعيش رمضان، هذا من اهتمامك برمضان.
المذيع :
الذي يهتم برمضان الله يكرمه؟
الدكتور راتب:
طبعاً، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾
من تعظيم شعائر الله أن تستعد لهذا الشهر بوقت معقول.
المذيع :
خير نصيحة لهذا الاستعداد، هل يبدأ من الآن بالعبادة؟
العمل الصالح نسبي و الاستقامة حدية :
الدكتور راتب:
أنا أريد أن أقول لك كلمة صريحة، أنا لا يدخل في برنامجي الدعوي أن واحداً خارج رمضان له مخالفات، وتقصيرات، وأشياء، في رمضان ضبط نفسه، هذه بالدين غير واردة، أنت مضبوط باثني عشر شهراً لكن رمضان دورة استثنائية، دورة تدريبية، دورة لقفزة نوعية، هذا المطلوب، أنت ناو خارج رمضان ألا تستقيم، هذه غير واردة إطلاقاً بالدين، الاستقامة حدية، ما معنى حدية؟ عندك مستودع للوقود السائل، إذا قلت المستودع محكم، ما معنى محكم؟ أي إذا وضعت به ألف لتر، وقفلته من الأعلى، وغبت خمس سنوات، يكونوا ألفاً، حدية، لا يوجد تفاوت بينها، الاستقامة حدية أما العمل الصالح فنسبي، المستودع المحكم يسع ألف لتر أستطيع أن أضع به مئتين أو ثلاثمئة أو أربعمئة، العمل الصالح نسبي، الاستقامة حدية، لا يوجد غيبة، لا يوجد نميمة، لا يوجد كذب، لا يوجد إطلاق بصر، كل هذا لا يوجد، الدين حدي أما العمل الصالح فنسبي، أنا لا يوجد عندي ببرنامجي الدعوي أن واحداً في رمضان مستقيم خارج رمضان غير مستقيم، هذه لا تصح، يجوز أناس مطبقون هذا أنا لا أشرع لشيء غير صحيح، أما الصحيح فأنا مستقيم برمضان وخارج رمضان، الاستقامة حدية لا تفاوت فيها، الكذب كذب، والمال الحرام مال حرام، وإطلاق البصر إطلاق بصر، فالاستقامة حدية لا تفاوت فيها، أما العمل الصالح فنسبي، أنا أقول: إذا أنت برمضان تدربت لتكون مستقيماً تماماً هذه الاستقامة يجب أن تستمر بعد رمضان إلى رمضان القادم، أما الذي تتركه بعد رمضان، تأكل وتشرب، أفطر فمك فقط، أما الأشياء الأخرى الكذب فغير واردة إطلاقاً.
المذيع :
نريد أن نستفيد من تجربتك الدعوية هل تؤيد أن يضع المسلم خطة لشهر رمضان أن أقرأ ورداً بعدد كذا أم تفضل أن يبقى كما هو؟
على كل مسلم أن يضع خطة لشهر رمضان :
الدكتور راتب:
يكتبها أفضل، إذا قرأ في رمضان ختمة والأقصى خمس ختم، عنده نصف ساعة كل يوم، برمضان يوجد قيام ليل، تراويح يجب أن تصليها ليس وارداً ألا تصليها.
المذيع :
في موضوع التراويح هل تميل أن يصليها في بيته مع أهله أم في المسجد جماعة؟
من صلى التراويح جماعة في بيته أو في الجامع فكلاهما صحيح :
الدكتور راتب:
إذا صلى بالتراويح إماماً وكان خلفه زوجته وأربع بنات وثلاثة شباب ففي بيته أولى، أحيا السنة في البيت، أما هو وزوجته لوحدهما فالجامع أولى، يوجد إمام وقراءة جميلة و تسلسل بالقراءة وفي كل يوم جزء أحياناً، إذا في بيته ضمن أن كل بناته وشبابه يصلون معه وهو إمامهم فالبيت أولى، النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح في بيته وفي الجامع، الاثنان صحيحات.
المذيع :
الله يفتح عليكم دكتور نختم حلقتنا بالدعاء؟
الدعاء :
الدكتور راتب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.
خاتمة و توديع :
المذيع :
بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، شكراً جزيلاً لكلماتكم الطيبة، جعلها الله في ميزان حسناتكم وحسنات مستمعينا الأكارم.
إلى هنا مستمعينا ينتهي هذا اللقاء، عن الاستعداد لاستقبال رمضان، وعلى الإنسان أن يحل المشاكل والضغوطات العالقة الكبيرة حتى لا ينشغل بها في رمضان، وأن يكون متفرغاً لقراءة القرآن والعبادة في هذا الشهر الفضيل، وجميل أن يكون للإنسان جدول، وأن يحيي سنة التراويح إما في البيت، أو مع عائلته كجماعة كبيرة، أو في المسجد، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.